في كل شهر رمضان، يختارون الدَّرَكِيِّين ساحة ليؤدوا رقصتهم
الخيار الوحيد لذلك هو الفناء الداخلي المتألق والنظيف والمرتب
فناء يعكس أجواء الأسرة المتناغمة والعيش الكريم والرقي
يشعر الدَّرَكِيِّين – هذا ما يطلق عليه الإلاف في عالم باب الحارة – براحة
شديدة هناك وهم في أفضل حالة مزاجية لرقصهم
لكن زيارتهم تتم ليلاً في سرية تامة
إنهم لا يعلنون عن أنفسهم للمالك مقدمًا، بل يأتون كمفاجأة
لا فائدة من إغلاق بوابة الفناء، هؤلاء المخلوقات الذكية سوف تجد طريقها
إلى الداخل
عندما يصلون إلى موقع الأداء المختار ويبدأون رقصهم، لا يُسمح لأحد
بإزعاجهم
وإلا فإنهم سيخرجون بخيبة أمل ولن تترك عائلة المالك سوى المتاعب لمدة
عام كامل
ولهذا السبب يجب عليك التصرف بحكمة: يمكنك مشاهدة الرقص من الشرفة
أو سطح التراس دون إزعاجهم
إنه لشرف عظيم لسكان العقار أن يرقصون الدَّرَكِيِّين في الفناء
ستكون العائلة محظوظة طوال العام، على الأقل حتى شهر رمضان المقبل
بعد أن ينتهوا من رقصهم، يُسمح لك بالاقتراب من الدَّرَكِيِّين بأدب
وسوف يقدرون هدية صغيرة كعلامة على الامتنان، بالإضافة إلى كوب من
الشاي وبعض الحلويات والبقلاوة
وسوف يسعدون بسماع كلمات الثناء على رقصهم، وليس من السيئ أن نثني
عليهم بلطف
وخصوصاً أن رئيس المخفر أبو جودت موجود هناك، والذي يتشرف
بالحضور شخصياً
بالإضافة إلى ذلك فإن أبو مشعل المرح وسمسم الرشيق ومزيان الأنيق
يبهرون الجمهور برقصتهم
للتواصل معي